الأحد، مارس ١٨، ٢٠٠٧

الأحزاب
بين الحياه والموت
ما بين الحياه والموت خيط رفيع من الأنفاس التى تخرج ولا تعود للجسد " الإحتضار " اى الإنتقال من حاله إلى اخرى من الوجود الجسدى إلى الوجود الفكرى فى ذاكره الأخرين .
هذه المرحله هى التى تمر بها الأحزاب السياسيه فالبدايه كانت بحزب الوفد ثم لحق به الحزب الناصرى يلقب عامه الشعب هؤلاء الأشخاص بالساسه والمثقفين فعندما يبداء الإعلام والصحافه بعرض ما يدور بداخل الأحزاب على الشعب بهذه الصوره وهذا الشكل فإنها رساله موجهه بشكل مباشر للمواطنين فانهم يريدون ان يجعلوه يقارن بين الأحزاب والحزن الحاكم عن طريق التشويه ولكى يخبره بان ها هم من يطالبون بالتغير والديمقراطيه إنعدمت لديهم كل ما يدعونه ،ويظهرون كيف يتم التعامل بينهم البعض داخل نطاق الحزب فكيف لهم ان يستطيعوا حكم البلاد حيث انهم لم يقدرا ان يحكما مالا يزيد عن عشره الاف فرد تعتبر قوه اى حزب حالى وإظهار كم الخلافات بينهم ،فقد قدم هؤلاء الأشخاص الفرصه على طبق من ذهب للحزن الحاكم حتى يظهر هذه الصوره للمواطنين وإجباره على هذه المقارنه التى تعتبر مكسب كبير لعصابه السياسات وورقه رابحه لمزيد من عمليات الأستقطاب لهم ،بذلك فقد نجح الحزن الحاكم فى تمزيق الصوره الثانيه من البوم الأحزاب ولو ان هؤلاء المسؤلين عن تلك الأحزاب عملوا ببعض ما تعلموا على مدى عمرهم ما وصل بهم الحال إلى هذه الدرجه فإن كان احدهم إتخذ ما قاله " وليام سكارى " ( ليس الموت فى سبيل المبداء ما يشق على النفس ، فتلك تضحيه واجبه وما اكثر من قضوا نحبهم من جميع الشعوب قبلنا فى سبيل المبداء ،ولكن الأشق على النفس أن يعيش المرء مستمسكا بمبادئه لا يزحزحه عنا مزحزح ) الجميع يذكر بانه صاحب مبادئ وقيم عليا ومثاليات واهداف يريدون تحقيقها لهذا الشعب لكن كم منهم إستطاع ان يتمسك بمبادئه فقد تغيرت لديهم كل شىء كما اظهره الإعلام ،ولو ان استطاع احد هؤلاء ان يغوص بين كلمات مسرحيه " القلعه " للكاتب الكبير " انطوان ده سانت إكزبرى " عندما قال ( لو ان السلطه هى شهوه السيطره فما ابغضها إلى ،اما لو استحالت السلطه الى عمل بناء خلاق فما احبها إلى نفسى وما اشد إحتفائى بها ) الأن هم يريدون السلطه من اجل شهواتهم وإن كانت غير ذلك فليسبتوذلك فقد مكثوا فترات ليست بقليله فى اماكنهم فماذا فعلوا لهذا الشعب لكى يتمسكوا بها إلى هذا الحد ام انها لها حسابات لا نعرفها نحن افراد الشعب ..؟!
لماذا لم يعملوا بما قاله الفيلسوف الكبير " جان جاك روسو " عندما قال ( إن الناس العاديين هم الذين يؤلفون الجنس البشرى وليس هناك من هو جدير بالإهتمام غير هذا الشعب ) من الأن ينظر لهذا الشعب من يشعر بالام الفقراء كل غروب شمس من ينظر فى عيون البسطاء ليرى بداخلها تمنى واضح للموت من اجل الراحه الأبديه من هذا العذاب الدنيوى فى ظل الفساد وإنهيار القيم والمبادئ وتزيف الحقائق والخطب التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ،فأين يوجد الشعب عند كل هؤلاء وماذا قدموا له .......... لاشىء سواء الأحزاب او الحزن الحاكم الجميع ينظر ويتجه نحوا اهدافهم الشخصيه وترتيب اوراقهم فيما يتماشى مع مصالحهم ومصالح اتباعهم وليذهب الشعب إلى الجحيم وليظل ينعى ما به طيله حياته وينعيهم ابنائهم بعد موتهم .
محمود المصرى