الثلاثاء، أبريل ٢٤، ٢٠٠٧

نداء
إذا لم نتفق على ان هذا الوطن هو الفضاء الحق لكل ابناء الوطن بصرف النظر عن إختياراتهم وإنتمائاتهم السياسى والعقيدى وإن هذا حق يكفله للجميع القانون الإنسانى العام ،إذ حريه الإراده وحريه الاعتقاد حق اصيل للجميع ولا يملك احد ان يدين احد انطلاقا من خياراته ..
الحاصل الأن أن مواقع الفصائل المختلفه على الساحه وخياراتها معروفه للجميع وبما يعنى انه فى النهايه العدو معروف والصديق معروف .
العدو هو من يقف ضد مصلحه الجماعه الوطنيه فى حقها فى حياه كريمه وإراده حره مستقله ،العدو هو من جعل الشعب المصرى يقاتل كل يوم من اجل البقاء على قيد الحياه ،ويخوض حربا من أجل لقمه العيش ، ويتلقى ببساله الشهداء طعنات ضاربه من فيروس ( سى ) ،والبطاله ،والفشل الكلوى ،وإنهيار التعليم وغلاء الأسعار والديون ،والتعذيب فى اقسام الشرطه ومساكن الإيواء ،وتلوث مياه الشرب وغش المبيدات ،العنوسه ،وإنتشار المخدرات ، وإنحسار الأحلام ،وخيبه الأمل ،والخوف من الغد ووووووو.....................إلخ .
العدو هو من يحرق الذاكره ويمرغ كرامه الأمه فى الوحل ،ويتعامى عن المحتل الهمجى فى العراق ،ويخطب ود الغاصب فى فلسطين ويفرط فى حقوق لم يفوضه احد فيها ،ويثبت جذور الفتنه والإنقسام فى لبنان ،ويحرق الأكباد على مذابح الأسرى وامام مرىء ومسمع من العالم اجمع فى مسلسل يثير مشاعر كل عربى .
والصديق هو من يطلب للجميع اعلى درجه من التحقيق على ارض الوطن مواطنا حرا مستقلا متمتعا بكل حقوق المواطنه والمرجعيه فى إقرار الصحيح من الفاسد والصواب والخطاء هى الدستور الذى ترتضيه الأغلبيه بإراده حره ووعى .
وقد تمكن النظام من فرض إستبداده وتوغل فساده ،جراء عدم وجود تيار اساسى جامع وحاضن وضابط فى الأمه يواجه ويتصدى للنظام ،وجراء خلخله جرت بنجاح بفعل خارج وداخل وظرف تاريخى خاص ، ومن ثم فإن الحاجه الأساسيه لنا الأن هى أن نبحث أو نؤسس او نزيل الأطار عن هذا التيار الضامن والذى هو ضمير الجماعه الوطنيه بإستقلاليه عن ضغوط الخارج وإحتيال العملاء عبر نهضه لابد وان ترتفع بالضرورة والإحتياج بوعى العموم وحقوقهم فى التحرك والرفض والنقد والإعتراض او القبول ، إن وجد هذا التيار الأساسى ضرورة استراتيجيه لا غناء عنها للتغيير وبناء حياه اكرم بلا استعلاء ولا دونيه ،وخاصه بعد ان دخل النظام مرحله جديده من الإستبداد وترسيخ الفساد بعد جريمه " تعديل الدستور " مرحله لم يعد يكفى فيها ان نعمل فرداى أو شبه مجتمعين نمارس بنفس الطريقه والإساليب القديمه " لجان تنسيق ـ جبهه مؤقته ـ تحالفات اضطراريه " ،ناهيك عن الانخراط فى محاولات النظام واحتياله ولجوئه إلى إلهاء الجماعه الوطنيه سواء بالأمل أو التشريع أو الوعود أو الإنتخابات أو الإستفتاءات أو الأصلاحات الجزئيه أو وهم التعديلات الدستوريه وقد حدث وسبق وانخرط فى ذلك تيارات واحزاب وافراد فاضفوا شرعيه على تحايلات النظام ففوتوا على انفسهم وعلى الناس فرصه مواجهه مطلوبه كان اضعف الإيمان فيها هو إعلان مقاطعه كافه تلك الأشكال وعلى رؤؤس الأشهاد .
إننا جميعا مدعون إلى إعلاء وحده الأمه على كل ما عداها بإعتبارها الركيزه الأساسيه لإزاحه الإستبداد وردع غارات الطامعين والأعداء ، إن للجميع من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار حق المشاركه فى بناء وطن كريم يحفظ عليه كرامته وإنسانيته ورسالته التى ارتضاها لنفسه ضمن شروط الجماعه الحاضنه للجميع ، فكل ابناء الوطن هم شركاء فى هذا الوطن لهم ذات الحقوق وليس لأحد أن يدعى انه صاحب القول الفاصل أو الكلمه الأخيره .
محمود المصرى