الأحد، ديسمبر ٣١، ٢٠٠٦

الإخوان جاني أم مجني عليهم
وقت انتخابات مجلس الشعب السابقة والفترة التي كانت تليها قد كتبت مقال تحت عنوان ( إحزروا طوفان الإخوان قادم ....؟! ) وكان من المقرر نشرها بإحدى صحف المعارضة المعروفة وبكل أسف لم يتم نشرها وذلك لحسابات الجريدة الشخصية وبعدها بفترة ليست بعيده تم نشر مقال لي تحت عنوان ( الإخوان والشرعية المكتسبة ) وذلك بالنشرة رقم ( 1 ) لشباب من اجل التغير بالدقهلية كما تم نشرها أيضا بالموقع الخاص بشباب من اجل التغير بالدقهلية بنفس العنوان وبكل أسف لقيت هذه المقال ردود فعل بشكل عنيف وشخصي ضدي من قبل بعض السياسيين داخل وخارج محافظه الدقهلية وذلك لاعتقادهم بأنني أمجد فيما فعل هؤلاء الإخوان وهذا بالطبع سؤ فهم عند من هاجموني وتم إيضاح الصورة كاملة لهم وكان المراد من هذه المقال ليس التمجيد فيما فعله الإخوان بل حاولت عن طريق هذه المقال أن اكشف بعض الأسباب التي من خلالها استطاعت هذه الجماعة المحظورة اكتساب شرعيتها داخل نطاق العمل السياسي والتواجد بالشارع المصري بهذه الصورة التي هي عليها الآن ربما يتعلم منها أحزاب المعارضة وتستطيع فيما بعد التواجد بشكل جيد على الساحة السياسية .
أم ما حدث في الأيام السابقة بداخل حرم جامعه الأزهر جعل الكثير من التساؤلات تدور في ذاكرتي هل حقا الفاعل هم مجموعه من شباب هذه الجماعة ..؟ وهل بعد كل هذا العناء والمجهود في التواجد بهذه الصورة وهذا الشكل من الممكن أن تكون النهاية على يد بعض الشباب المستهتر للقضاء على هذه الجماعة بهذه السهولة ..؟! أم من الفاعل الحقيقي لهذه الأحداث ....؟! .
أعتقد بان الدكتور / رفعت السعيد أمين حزب التجمع أقدر الناس بتحليل هذه الأحداث بحكم ثقافته ومعرفته الجيدة عن تاريخ هذه الجماعة وأفعالهم في مثل هذه المواقف الذي بنيت عليه هذه الأحدث .
الدكتور / عز الدين الصاوي نائب رئيس الجامعة ،الكاتب الصحفي / مصطفى بكرى ،الكاتب / وحيد حامد ،وكل من شارك في حواريات أو ندوات أو مؤتمرات حول تحليل الأحداث هذه بالرغم من خبرتهم الكبيرة وثقافتهم السياسية ورطانتهم إلا أنهم وبكل أسف قاموا بتحليل الأحداث حسب رؤية شخصيه مبنية على بعض أشياء لا اعتقد أن تكون توازى أو تؤكد تورط هؤلاء الطلاب الذي تم اعتقالهم في هذه الأحداث أو حتى أن الفاعل من أعضاء هذه الجماعة المحظور بدون إثبات حقائق تدينهم وهل من تم القبض عليهم هم الفاعلين الحقيقيين لهذه الأحداث والتي تم إظهارها على كافه القنوات أم من هؤلاء المقنعين ....؟1
التساؤلات تكثر والحيرة تزداد لكن كلمه الحق لا بد أن تكون مهما كانت النتائج وإن اختلفنا في الفكر والاتجاه لا يجب تلفيق التهم إلى أي شخص مهما كان حتى لا يظل الجناة أحرار ويمارسون مثل هذه الأفعال مع كل من يحاول الوقوف ورفع رئسه لطلب حقه المشروع في ظل سيادة القانون والدستور.
الكلام الذي أعلنه الدكتور / عز الدين الصاوي نائب رئيس الجامعة لا يدخل في نطاق العقل ولا المنطق لأي شخص يعرف تاريخ الأمن المصري داخل الحرم الجامعي ،وذلك حول السؤال الذي قيل له في برنامج البيت بيتك عندما قيل لماذا لم يتدخل الأمن لفض هذه الأفعال فرد قائلا إن الجامعة لم تعطى للأمن الإشارة بالتدخل لأن هؤلاء كما يقول أبنائنا ههههههههههه ولى تساؤل لكل من اختلط بأمن الجامعة ،منذ متى والأمن لا يتدخل في كل شيء بالجامعات المصرية كبيرة كانت أو صغيره .............؟
اعتقد بان إجابة السيد نائب رئيس الجامعة غير منطقيه بأي شكل من الأشكال ولا يصدقها أي شخص ،وعدم التدخل في هذه الأحداث من قبل الأمن غير مفهوم ولا مبرر له وذلك بناء على كافه أفعال وتصرفات رجال الأمن السابقة والتي يعرفها الجميع ممن يمارسون النشاط السياسي والعمل الشعبي ولا يدخل في راس أي شخص هذا الهراء الذي يقوله الدكتور / عز الدين الصاوي وإن كان فإنه يحول دون الوقوف على حقيقة الأمر وحقيقة الجناة الحقيقيين والتستر على الجناة المقنعين والفاعلين لما حدث وشاهدناه جميعا .
وحديث الدكتور عز في أنهم أبنائنا يختلف كليا عن ما أعلنه الدكتور / رفعت السعيد في نفس الحوار بان الأمن كان دائما يقف بالمرصاد لكل محاولات الطلاب الأعضاء بحزب التجمع في أي شيء يقومون به داخل نطاق الحرم الجامعي فلماذا لم يفعل الأمن ذلك مع هؤلاء المقنعين ............؟!
الطلاب الذين تم القبض عليهم هم الطلاب الذين كانوا قد سبق وان تقدموا للسيد رئيس الجامعة بطلب لعوده زملائهم ولم يكونا مقنعين وإن دل هذا فإن الجميع كبير وصغير يعرفه جيد لذلك لا يعنيهم أن يرصدهم الأمن إذا إن كان الفاعل هؤلاء الطلاب فلماذا ارتدوا هذه الأقنعة إن كانوا هم الفاعلين .........؟
الحقيقة التي يعرفها الكثير انه عند حدوث فاعليات من ندوات أو تظاهرات فإن الأمن يتبع أسلوبه المعروف للجميع وهو الإلقاء ببعض أفراده المرتدين الزى المدني بداخل كردون التظاهر ه واختراق المتظاهرين حتى إن أصدرت لهم الأوامر يتعاملون بشكل أو بأخر حتى تظهر الصورة للجميع بان من يمارس العنف والشغب هم المتظاهرون مع أنفسهم لتبرير موقف الأمن في حالات الاعتقال والقبض على المتظاهرين بحجه إثارة الشغب ،أما بخصوص ما عرض وشاهدناه في هذه الأحداث لا يختلف كثير بل يكاد يكون نفس العرض الذي كان يقوم به هؤلاء المجندين معنا بداخل كردون التظاهرات أكثر من مره حتى أصبح مألوف لدى الكثير من النشطاء وأيضا وكما قال احد الضيف الكرام في نفس الحوار بان ما فعله هؤلاء الملثمين يعتبر عرضا عسكريا بجميع المقاييس ولأشخاص مدربين عليه بشكل جيد يفعلونه ويمارسونه بصفه مستمرة وإن أكد هذا الحديث يؤكد الحقيقة المريرة بان الأمن هو الفاعل الحقيقي والبطل لهذه التمثيلية الفاشلة والمراد منها هو القضاء ليس على هذه الجماعة فقط بل القضاء على كل من تسول له نفسه الوقوف أمام هذا الطاغوت المتجبر لطلب حقه في شيء وأيضا يعتبر كما يقول العامة ( كرت إرهاب ) لكل المجموعات السياسية والشعبية ممن يطالبون بالحرية والديمقراطية .
وأيضا بعدما استطاعت هذه الجماعة أن تستقطب الكثير من هذا الشعب الفقير والذي يحتاج إلى من يقف بجواره ويساعد في ظل غياب كل ضروريات الحياة والعيش بشكل أدمى ، وأيضا يريد النظام القضاء على هذه الجماعة حيث أنها الجماعة السياسية على الساحة التي استطاعت بشكل أو بأخر فرد أفرادها وشرعيتها على النظام الفاسد مما كان له الأسر في إحراج وكشف ضعف هذا النظام فكان لابد من القضاء عليهم بأي شكل من الأشكال وبطريقه لا تجعل الشارع المصري يثور على من يقترب منهم بل الآن وبكل أسف تم خداع هذا الشعب والمواطنين من قليلي الثقافة السياسية في الشارع المصري و يقف مع كل محاولات الحكم الفاسد في القضاء عليهم ثم يليهم باقي المجموعات السياسة وغدا لناظره لقريب .
اعتقد أن التاريخ يعد نفسه بالرغم من كيد المتآمرين إلا انه من تطلع تاريخ مصر في الفترة من عام 1971 وحتى عام 1975 يشعر بالخوف على هذا الوطن ،فما أشبه اليوم بالبارحة وإن تدل هذه الأحداث تدل على دخول البلاد إلى دوامه ورياح ستقضى على الأخضر واليابس في هذه البلد ولن يجنى مرارتها إلى نحن فقراء هذا الوطن من سجن ودمار وفقر وفساد أكثر وأكثر مما نحن فيه الآن .
محمود المصري