الثلاثاء، أغسطس ٢٩، ٢٠٠٦


ضحكات ساخرة

يبكى والمراره فى حلقه ،تسيل من عينيه مجرى مياه لاتنتهى لتسقط إحدى قطرات من لهيب كحمم بركانيه لتشعر من بجواره بمدى حزنه الشديد لتجبره إلى النظر إليه فى دهشه وإستغراب لما يجرى ويترد فى سئواله عما يبكيه ،وأمام شده البكاء يسأله فيجيب عليه بكلمات تخرج من حنجرته لا تفهم ،فيجتهد محاولا فك رموز هذا الحديث ليستخلص منه بعض الكلمات من بين ما قال ليجيبه وهو يبتسم إبتسامه رسمت على وجهه علمات السخريه قائلا لماذا البكاء فأنت أحسن منى حالا اليوم تفيد إلى حد ما حتى وإن كانت تضائلات الأحتياجات إليك وقلت قيمتك بين الناس عما سبق ،أما أنا فلم يعد لى قيمه إلا لدى البعض وينظرون إلى بإشمئزاز ويحتقروننى ويقللون من شأنى بعدما كانت لى صلاحيات كثيره ،اعترف بأنها لم تكن مثل ماكانت لك ولكنها كانت ترضينى لعلمى بأنك أفضل منى بكثير لذلك لم أحزن مثل كل هذا الحزن ولا أعانى الفرق كما تعانيه أنت الأن ،بالطبع لأنك تمتعت بقدر كبير من الرعايه والأهتمام والمحافظه منهم عليك .
فتحادفت إلى أذهانهم صوت ضحكات تملاء المكان فإنتابتهم الدهشه وأخذ كل منهما يلقى بنظره يمين ويسارا فى كل إتجاه ،لتقع أنظارهم إلى مكان بعيد به شىء ضئل الحجم ،غريب الشكل ،تغيرت ملامحه حتى كادت أن لاتميزه وتجعل الأخرين يتعرفون عليه .
قالا معا فى صوت واحد يملائه القوه والقصوه حتى يرهباه منهم ويجعلاه يكن لهم الأحترام مايضحكك أيها الحقير الهزيل ،فقال وهو يضحك موجها كلامه ونظراته لأحدهما كنت من زمن ليس ببعيد يعاملك الناس بالحب واللين ويخافون عليك ويحرصون دائما أن تكون معهم ليتباها بك أم انت ايها الباكى البائس الحزين لم أكن أتوقع ولا حتى جاء بمخيلتى يوما ما أن يأتى عليك الزمن وأشاهدك بهذه الحاله تبكى وتشتكى بعدما إقتربت كل هذه الفتره من الطبقات التى كانت إذا

رأتنى أوأحد أفراد عائلتى فى طريقها تستحقرنى ولاتعطينى أيه أهميه لديهم حيث أنى لم أكن امثل لهم دوما أى شىء ، لذلك لم أحزن مثلكما حيث كنت دائما وابدا أتوقع هذه النتيجه بل بالعكس عنكما كنت انتظر قدوم هذا اليوم ، أما أنتم فلم أتخيل أن تكون هذه هى نهايتكم وبهذه السرعه الزمنيه .

ويملاء المكان الصمت مره واحده ليسمعا صوتا لكن هذه المره قوى جدا أجش غاضب يأتى من حيث لاتستطيع ان تراه اعينهم ليدب الرعب فى نفوسهم فيرتعشا ،يقتربا من بعضهما يقتربا أكثر فأكثر حتى أصبحوا كشىء واحد .

ليقول وكأنه يوجه كلامه إليهم بصفه مباشره دون أن يروه ،ينهرهم يلومهم ثم يصمت قائلا أنا على يقين تام بأن نهايتى سوف تكون كما أفعل بكم ، إن لم تكن أسواء منكما بكثير جدا فأنا أحقد عليكم حيث أنكم أستطعتم أن تقضوا بعض من حياتكم فى حريه وحصلتم على القليل من ما تريدون ،اما أنا فلم أخذ أى شىء.

ثم ألقابهم فى دوره المياه وفتح عليهم السيفون وخرج مبتسما .

للكاتب

محمود المصرى

28 / 8 / 2006