الأربعاء، أكتوبر ١٨، ٢٠٠٦



جيفارا
الشاب الوسيم
ارى كل لحظه وفى كل مكان شىء يحمل صوره هذا البطل المناضل وأسعد جدا بذلك وكنت اعتقد بأن من يلصق صورته على سياراتهم يعرفونه او من يرتدى قبعته يعرفه اوعلى الأقل من يرتدى قميص أو تيشيرت يحمل صوره هذا المناضل لا بد أن يكون يعرفه بكل اسف فإن الغالبيه العظمى ممن يتعاملون مع صوره لا يعرفون عنه سوى اسمه فقط ( جيفارا ) ولا يعرفو اى شىء عنه حتى أسمه بالكامل لا يعرفونه البعض يقول عنه انه شيوعى و البعض يقول مركسى و البعض الأخر يقول راهب والكثير منهم والغالبيه العظمه يضعون صورته من أجل وسامته فأردت ان اعرف بعض هؤلاء من يكون صاحب هذه الصوره وصاحب الوجه الجميل
الأسم / أرنستو جيفارا دى لا سيرنا والملقب ( بتشى جيفارا ) وكلمه تشى تعنى الرفيق
مولده / إختلفت بعض المقولات حول تاريخ ميلاده فمنهم من قال انه ولد فى الرابع عشر من مايو 1928 والبعض الأخر يقول انه ولد فى الرابع عشر من اغسطس عام 1928
مكان الميلاد / مدينه بوينس أيرس عاصمه الأرجنتين
عائلته / الأب مهندس معمارى ، ميسور الحال ،كان دائم التنقل بين البلدان وتوفى فى كوبا أما الأم هى التى قامت على تثقيف هذا البطل وتنشيطه وأستطاعت ان تعلم أبنها بتاريخ بلاده الأرجنتين بل و كانت تعلمه تاريخ أمريكا اللاتينيه كلها وبست فيه روح وكينونه المحاربين العظماء وجعلت منه شاعر مرهف الحث من خلال تعليمها له الشعر الأسبانى و الأدب الفرنسى
البطل ومرض الربو / استطاع جيفارا أن يواجه مرض الربو اللعين بممارسته الرياضه بشكل منتظم وكان يتسم بالمرح وخفه الظل فكان يسخرى من كل شىء و على أى شىء حتى من نفسه ، ومن أجل صحته سافرت العائله بصحبه الفتى المريض حتى يتعافى ومن هنا كانت اول بذره تكون بداخله للدفاع عن المظلومين فى هذه القريه الشديده الفقر و الجفاف وهناك كان القاء الأول بينه وبين الفقر والوضع الإجتماعى المتدنى فى أمريكا اللاتينيه
فى مارس من عام 1947 عادت الأسره مره أخرى إلى العاصمه الأرجنتينيه لكى يلتحق هذا الفتى بكليه الطب وعندما انتهت المرحله الأولى من الدراسه كان عمره فى ذلك الوقت الحادى والعشرين قام هو وأحد اصدقائه بجوله طويله استمرت أكثر من ثمانيه أشهر على دراجه بخاريه متجهين نحو شمال القاره وكانت هذه هى بدايه أكتشاف الواقع الإجتماعى الحقيقى و المرير بالنسبه للقاره ،وبدات مداركه تتفتح ويعرف أنه توجد بالحياه هموم اكثر بكثير من مرضه والذى كان يأرق الأسره وأثناء رحلته مارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ماجعل الكثيرين أن يصفوه بأنه من ألأطباء الحمر الأوروبيين فى القرن التاسع عشر والذين اتجهوا إلى المذاهب الثوريه الأجتماعيه لمعالجه بعض الأمراض الناتجه بسبب الفقر
وفى عام 1953 وبعد حصوله على الأجازه قام برحلته الثانيه وإتجه إلى " جواتيمالا " حيث قام بمسانده رئيسها الشاب الذى كان يقوم بمحاوله إصلاح إستطاعت المخابرات الأمريكيه أن تقدى عليها وقامت جراء هذا التدخل ثوره شعبيه تدين التدخلات الأمريكيه وقد قتل فى هذه الأحداث أكثر من تسعه الاف مواطن ،وأيقن وقتها هذا الشاب بأن الشعوب المسلحه هى القادره على صنع مقدراتها وأستحقاق الحياه الكريمه
وبعد سقوط النظام الشعبى فى جوتيمالا غادر المدينه وإتجه إلى المكسيك هو وزوجته الأولى هلد والتى كانت لها الفضل الكبير فى أن جعلته يقراء عن بعض الكلاسيكيات الماركسيه ويقراء أيضاء عن لنين وتروتسكى وماو ،وكانت تعتبر المكسيك فى ذلك الوقت ملجا لجميع الثوار فى أمريكا اللاتينيه وهناك تعرف على ( فيدل كاسترو ) وإتجهوا سويا إلى كوبا وأستطاعوا ومعهم ثمانين رجلا أن يحاربو ولم يتبقا معهم سوى عدد قليل من الرجال لم يتعدو العشره وبالرغم من فشل هذه المحاوله إلى انهم لم ييأسا وأعاد عليهم كسب كثير من المؤيدين لهم وباللأخص الريفيين منهم ، وإستطاعت هذه المجموعه ان تقوم بعمل حرب للعصابات لمده تجاوزت السنتين حتى أستطاعت أن تدخل العاصمه هافانا فى يناير من عام 1959منتصرين بعد أن إستطاعو الإطاحه بالحاكم الديكتاتور ( باتيستا ) عقبال مبارك يا رب وبعد ذلك تولى جيفارا عده مناسب منها على سبيل المثال وليس الحصر سفير ،رئيس البنك المركزى ،وزير الصناعه ،مسؤل التخطيط
وإستطاع جيفارا من واقع عمله فى هذه الأماكن أن يقف بقوه ويتصدى لكل التدخلات الأمريكيه فقرر تأميم جميع مصالح الدوله بالإتفاق مع كاسترو وهذا الحدث ما جعل كوبا تتجه تدريجيا إلى الأتحاد السوفيتي و قد أعلن جيفار عن تأيده ومساندته لكل حركات التحرير فى ذلك الوقت مثل تشيلى وفيتنام والجزائر
كان دائما هناك بعض الخلافات بينه وبين المفسدين من قاده الثوره والتى كانت على عكس ما كان يرى فى الماركسيه من إنسانيه فقرر مغادره كوبا متوجها إلى الكنغو الديمقراطيه ( زائير ) وكان مساندا لثوره التحرير قائد لمجموعه من المؤمنين المخلصين المدافعين عن قضيه إنسانيه فكان معه 125 كوبيا وبأت هذا المحاوله بالفشل وكانت نتيجتها أن وضع جيفار بأحد المستشفيات من أجل النقاهه وكان حين ذاك يتردد عليه كاسترو من حين إلى أخر من اجل أن يقنعه بالعوده مره إخرى
بعد العوده من زائير أقام إقامه قصيره فى كوبا ثم توجه إلى بوليفيا التى أختارها ربما لأن بها أعلى نسبه من السكان الهنود بالقاره ولم يكن هدفه خلق حركه مقاومه مسلحه فى بوليفيا وإنما كان الهدف الرئيسى لجيفارا هو رص صفوف الحركات التحرريه فى أمريكا اللاتينيه للوقوف وبقوه امام النزعه الأمريكيه المستغله لحضارات وتراث وثروات دول القاره كافه
وفاته / فى يوم الثامن من شهر أكتوبر لعام 1967 وفى أحد أوديه بوليفيا الضيقه قامت القوات البوليفيا و التى كان يزيد عددها على 1500 جندى من مهاجمه مجموعه الحريه والتحررين والمكونه من سته عشر مؤمن بما يحارب من أجله وظلو يقاتلون أكثر من سته ساعات متواصله حتى قتل كل من معه ولم ييأس وظل يقاتل بالرغم من إصابته بعده جروح فى قدمه ولم يتوقف عن القتال حتى فرغت خزينه بندقيته( م-2 ) ونفذ مخزون الطلاقات من مسدسه وتم أسر البطل و ونقله إلى ( لاهيجيراس ) احدى القرى البوليفيا وابقوه حيا لمده 24 ساعه ولم يتحدث مع أى فرد من من أسروه إلى أن تم قتله بإطلاق النار عليه وقبل أن يموت قال لقاتله بعض المقولات الشديده الإيمان بما فعل والمؤكده على كونه غير نادم على مافعل وحتى إن كانت نهايته القتل فقال له أطلق النار لا تخف ، إنك ببساطه سوف تقتل مجرد رجل ، ولكن القاتل ظل متردد وتراجع أكثر من مره ثم عاود مر أخرى بعد أن كرر عليه قائده الأوامر فأخذ يطلق عليه الرصاص تحت الخصر من أعلى إلى اسفل حيث كانت الأوامر المعطى لهم واضحه بعدم توجيه النيران إلى قلبه أو رئسه وذلك من أجل أن تطول فتره إحتضاره إلى أن قام رقيب بإطلاق الرصاص من مسدسه فى الجانب الأيسر حتى ينهى حياته المليئه بالبطوله والروعه ورفضت السلطات البوليفيا تسليم جسته لأخيه أوحتى أن تعرف أحد مكان قبره حتى لا يكون هذا القبر مزار لكل ثوار العالم ويأتون إليه من جميع أرجاء المعموره ليضعوا الظهور على هذا القبر الذى كان صاحبه مدافعا عن حق كل شخص يقع عليه الظلم والأتهاض ليس فى بلدته ولا وطنه فقط بل فى كل مكان فى العالم وكما قال لكل مناضل مؤمن بمبداء على إختلاف اتجاهه لا يستطيع المرء أن يكون متاكد من أن هناك شىء يعيش من أجله إلا إذا كان مستعد للموت فى سبيله
مقولات مأثوره / إننى أحس على وجهى بألم كل صفعه توجه إلى مظلوم فى هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطنى - الثوره قويه كالفولاذ ،حمراء كالجمر ، باقيه كالسنديان ، عميقه كحبنا الوحشى للوطن - لا يهمنى أين و متى ساموت بقدر ما يهمنى أن يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كى لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء - إن الطريق مظلم وحالك فإذا لم نحترق أنا و أنت فمن سينير الطريق - لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إن لم نكن على أستعداد أن نموت من أجله
فبعد كل هذا أعتقد بأنه يستحق التقدير والأحترام وياليت يخرج من باطن هذا الشعب الذى يتذوق مراره الفقر و الحرمان كل يوم شخص مثل هذا البطل عسى أو ربما يأتى اليوم ونجد روحه تتجسد فى شخص نقف بجواره ونسانده حتى يعود لكل فقير حقه و يرد لكل مظلوم مظلمتنه ولن يخرج هذا الشخص حتى يحب الموت كما يحب رجال حكومتنا الأفاضل الحياه
محمود المصرى