الأربعاء، يناير ٢٤، ٢٠٠٧

كل عام وانت حر ................؟
اصر احد اصدقاء طفولتى على مقابلتى بشده ولم اكن اعرف ما سر هذا الإصرار وبالتحديد فى ذلك اليوم ولعلمه ما انا فيه فقد حدد مكان المقابله فى بلده تبعد قليلا عن مدينه المنصوره حتى اكون فى مأمن بعيد عن اعين بصاصى العائله المالكه واعوانهم وكنت انشغل بالتفكير فى سر هذا الإصرار الشديد لكن لحبى وثقتى بهذا الشخص لم اتردد ولو لحظه فى الموافقه وعندما تقابلنا ابتسم فى وجهى وإحتضننى بشده قائلا كل عام وانت حر يا محمود اليوم عيد ميلادك نعم يوم 20 يناير اتممت السابعه والعشرين عام من عمرى فابتسمت له ومن ما انا فيه فقد إفتقدت الزمن ضاعت منى كل ذكرياتى الجميله حتى تاريخ ميلادى وقع منى سهوا فى وسط افكارى واحزانى وذكرنى به هذا الصديق وبدات اقارن اليوم بالبارحه وذهبت بافكرى وشرد ذهنى بعيدا عن الحاضرين وقارنت بين اليوم والعام الماضى اليوم اجلس مع ثلاثه اشخاص احدهم صديق طفولتى والثانى رجل يكبرنى بعشرين عام والثالث شاب فى العشرين من عمره عرفته واحببته فى هذه الفتره القصيره التى اكرهتنى عليها الظروف والفساد والظلم ان اعيشها رغم عنى لكن خرجت منها باشخاص مثل هذا الشاب إستطاعوا ان يحتوننى بداخلهم يغمضون على اعينهم ليحفظوننى سالما بعيد عن ايدى هؤلاء الملاعين بالرغم من ذلك وبالرغم من قصر القاء الذى ذكرنى بمرور عام من حياتى هاربا مستهدفا مستبعدا عن بيتى واصدقائى وعملى نظير الحريه التى ابتغيها لى ولأمثالى من شباب هذا الوطن المجهول المستقبل فى ظل حكم العائله المباركه واتباعهم وبداء شريط الذكريات يمر امام عينى ونفس اليوم من العام الماضى عندما كنت اجلس فى مكتبى ليلا عند دقات الساعه الثانيه عشر إذ برساله صوتيه لهاتفى سنه حلوة يا جميل اتيه من شخصيه بعيده فى المسافه قريبه من وجدانى شاركتنى يوما افراحى وشاطرتنى احزانى واعطتنى اكثر ما اخذت منى بكيت معى ولم استطع ان ابكى لها فرحت بنجاحى ولم استطع ان اجعلها تفرح يوما او ارسم البسمه على شفتيها وقتها علمت ان هناك من يتذكر يوم ميلادى
كنت دائما اذكر هذه الجمله ( ما اشبه اليوم بالبارحه ) إنما اليوم ابتسمت فقط لأن اليوم لم يشبه البارحه فى اى شىء العام الماضى كنت ارسم المستقبل وانتظره اليوم اخشى الغد العام الماضى كنت احاول رفع الظلم عن المستضعفين اليوم لا ارى من يرفع الظلم عنى العام الماضى كنت اعيش الحب اليوم اعيش الخوف والرعب العام الماضى دخلت بيتى وإسترحت اليوم ذهب لأشخاص احتضنوننى العام الماضى ابتسمت اليوم بكيت
محمود المصرى